الثلاثاء، 24 يونيو 2008

الوسائل التي ساعدت على انتشار العلمانية في عالمنا الاسلامي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بعد ان تناقشنا حول كيفية تسلل العلمانية للعالم الاسلامي وتعرفنا في ان ذلك كان بسبب غياب المفاهيم الإسلامية الصحيحة عن واقع العالم الإسلامي مما مهد الطريق إلى دخول العلمانية إلى العالم وايضا الاثر الذي تركته الفلسفة اليونانية والهندية والفارسية وتاثيرها على المعتزلة والصوفية والمرجئة وانكارهم للنصوص والدينية والشرائع وتقديمهم للعقل على النقل كما سبق وفصلنا ذلك في التدوينة السابقة


والان ما هي الوسائل التي ساعدت على انتشار العلمانية في العالم الإسلامي؟؟؟؟


والإجابة عن هذا التساؤل تكون بشكل مجمل، لأن الغرض هنا هو رسم صورة عامة إجمالية لهذا الموضوع


والآن إلى أهم هذه النقاط :-


==1=من خلال الاحتلال العسكري الاستعماري :-


فقد وفدت العلمانية إلى الشرق في ظلال الحراب العسكرية وعبر فوهات المدافع البوارج البحرية .


==2=من خلال البعثات العلمية:-


التي ذهبت من الشرق إلى الغرب لطلب العلم والتقدم فعاد الكثير منها بالعلمانية لا بالعلم بالعلم


، ذهبوا لدراسة الفيزياء والكيمياء والإحياء والجيولوجيا والفلك والرياضيات فعادوا بالأدب واللغات والاقتصاد والسياسة والعلوم الاجتماعية والنفسية بل دراسة الأديان وبالذات الدين الإسلامي في جامعات الغربية ولك أن تتصور حال شاب مراهق يحمل الشهادة الثانوية ويلقى به بين أساطين الفكر العلماني الغربي على اختلاف مدارسه بعد أن يكون قد سقط إلى شحمة أذنيه في حماة الإباحية والتحلل الأخلاقي


، وما أوجده كل ذلك لديه من صدمة نفسية واضطراب فكري ليعود بعد عقد من السنين بأعلى الألقاب الأكاديمية وفي أهم المراكز العلمية بل القيادية في وسط أمة أصبح ينظر إليها بازدراء وإلى تاريخها بريبة واحتقار وإلى قيمها ومعتقداتها وأخلاقها – في أحسن الأحوال – بشفقة ورثاء


-، إنه لن يكون بالضرورة إلا وكيلا تجاريا لمن علموه وثقفوه ومدنوه وهو لا يملك غير ذلك ولئن كان هذا التوصيف للبعثات الدراسية ليس عاما فإنه الأغلب وبالذات في أوائل عصر البعثات وما ( طه حسين ) و) ( رفاعة الطهطاوي ) إلا أمثلة خجلي أمام غيرهم من الأمثلة الصارخة الفاقعة اللون مثل ( زكي نجيب محمود ) و ( محمود أمين العالم ) و ( فؤاد زكريا ) و ( عبد الرحمن بدوي ) وغيرهم الكثير ، ولئن كان هذا الدور للبعثات العلمية تم ابتداء من خلال الابتعاث لعواصم الغرب فإن الحواضر العربية الكبرى مثل ( القاهرة – بغداد – دمشق ) أصبحت بعد ذلك من مراكز التصدير العلماني للبلاد العربية الأخرى من خلال جامعاتها وتنظيماتها وأحزابها وبالذات لدول الجزيرة العربية


==3==من خلال البعثات التبشيرية : -


فالمنظمات التبشيرية النصرانية التي جابت العالم الإسلامي شرقا وغربا من شتى الفرق والمذاهب النصرانية جعلت هدفها الأول زعزعة ثقة المسلمين بدينهم وإخراجهم منه ، وتشكيكهم فيه ، حتى ,ان لم يعتنقوا النصرانية وليس أجدى من العلمانية وسيلة لهذا الغرض والأمر ليس من باب التخمين والافتراض بل نطقت بهذا أفواههم وخطته أقلامهم .


==4=من خلال المدارس والجامعات الأجنبية :-


ففي أواخر الدولة العثمانية وحين سيطر الماسونيون العلمانيون على مقاليد الأمر سمح للبعثات التبشيرية والسفارات الغربية بإنشاء المدارس والكليات وانتشرت في بلاد الشام والأناضول انتشار النار في الهشيم وخرجت أجيالا من أبناء المسلمين وبناتهم أصبحوا بعد ذلك قادة الفكر والثقافة ودعاة التحرر والانحلال.


==5= من خلال الجمعيات والمنظمات والأحزاب العلمانية التي انتشرت في الأقطار العربية والإسلامية ما بين يسارية وليبرالية وقومية وأممية وسياسة واجتماعية وثقافية وأدبية بجميع الألوان والاطياف:-


وقد تختلف هذه التجمعات في أي شيء إلا في تبني العلمانية والسعي لعلمنة الأمة كل من زاوية اهتمامه والجانب الذي يعمل من خلاله .


==6= من خلال البعثات الدبلوماسية :-


سواء كانت بعثات للدول الغربية في الشرق أو للدول الشرقية في الغرب فقد أصبحت في الأعم الأغلب جسورا تمر من خلالها علمانية الغرب الأقوى إلى الشرق الأضعف من خلال الاقتداء ومن خلال المنح الدراسية وحلقات البحث العلمي والتواصل الاجتماعي والمناسبات والحفلات ومن خلال الضغوط الدبلوماسية والابتزاز الاقتصادي وليس بسر أن بعض سفارات الدول الكبرى أكثر أهمية وسلطة من القصر الرئاسي أو مجلس الوزراء في تلك الدول الضعيفة التابعة .


==7=من خلال الشركات الغربية الكبرى التي وفدت لبلاد المسلمين مستثمرة في الجانب الاقتصادي ، لكنها لم تستطع أن تتخلى عن توجهاتها الفكرية ، وقيمها وأنماط حياتها الاجتماعية وهذا أمر طبيعي ، فكانت من خلال ما جلبته من قيادات إدارية وعمالة فنية احتكت بالشعوب الإسلامية سببا مهما في نشر الفكر العلماني وقيمه الاجتماعية وانعكاساته الأخلاقية والسلوكية


، ولعل من المفارقات الجديرة بالتأمل أن بعض البلدان التي كان يعمل فيها بعض الشركات الغربية الكبرى من أمريكية وبريطانية لم تبتل بالتنظيمات اليسارية ، ولم تنشأ إلا في هذه الشركات في أوج اشتعال الصراع بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الغربي .


نكتفي بذلك في هذه التدوينة وفي التدوينة القادمة سنكمل


هذا والله ولي التوفيق


تحياتي


خالد فتحي


الفاتح الجعفري

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

استاذي الغالي
بارك الله فيك وفي عمرك
ماشاء الله تدوينة رائعه ومتكاملة ,وايضا استاذي لاننسي الدور الهام الذي لعبته اليهود والصهيونية العالمية في انتشار تلك المذاهب الخبيثة والهدامة وانشائهم للمحافل الماسونية التي انتشرت ايضا في بلادنا وكانت بمثابة بؤر منحله لنشر افكارهم واستقطاب اعوانهم,انه بعد سقوط الخلافة العثمانية وظهر الوجه الخبيث الاسود للعلمانية وحقدها علي الاسلام والمسلمين انهار بالبكاء والندم بعض قادة الجيش واصحاب الراي في تركيا ,وقالوا لقد دخلنا في شبكة واسعة من المؤامرات دون ان ندري وكنا سلاحا لضرب الاسلام ولا نعلم ,انما كنا نظن اننا نخدم بلادنا!!
هذه الكلمات كانت في مذكراتهم وارائهم ,وكل ذلك بسبب دخولهم للمحافل الماسونية
---
بارك الله فيك واعزك الله واعز بك الاسلام والمسلمين
وجزاكم الله كل خير

أحمد خفاجي يقول...

الأخ الفاضل.... احييك علي هذا المجهود الطيب والعرض الرائع
لي إدراج حول نفس المعني في مدونتي أدعوكم للإطلاع عليه

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
تحياتي